طرق تحبيب الابن بالمدرسة من أصعب المراحل في حياة الأطفال بالنّسبة للآباء مرحلة دخول أبنائهم لأوّل مرّة إلى المدرسة، فالسّنين التي قضاها الطّفل في حضن والديه حيث الرّعاية والحنان والعطف تجعله متعلّقًا بهم إلى حدٍ كبير بحيث تصوّر له مرحلة الدّراسة والمدرسة على أنّها مكان سوف يبعده عن حضن والديه ويبعده عن المكانة والحظوة التي كان يتمتّع بها بينهم، ويؤكّد علماء النّفس على صعوبة هذه المرحلة ولكن بالتأكيد هناك وسائل كثيرة تحبّب الطّفل في الدّراسة والمدرسة أو تقلّل المخاوف التي يحملها في قلبه اتجاهها، ومن هذه الوسائل نذكر:
- أن يمهّد الآباء لابناءهم مرحلة الدّراسة من خلال وضعه في صفوف افتراضيّة تمهّدهم للدّخول في المرحلة الجديّة من الدّراسة، فقد يقوم الوالدين ببناء صفّ افتراضي وقد يجلبون عددًا من أطفال الجيران أو الأقارب ويقومون بأداء دور المعلّم والمدرس الذي يعلّم تلاميذه، وهذه الطّريقة هي ناجعة ومفيدة بلا شكّ للتّخلص من الخوف من الدّراسة وكذلك تشعر الطّفل بعدم ابتعاد والديه عنه كليًّا في أثناء الدّراسة.
- إرسال الأطفال إلى مراحل تمهيديّة منتظمة في مدارس متخصّصة بأداء تلك المهمّة، ومدارس رياض الأطفال مثال عليها، حيث توفّر رياض الأطفال أجواء مناسبة وبيئة محبّبة لنفوس الأطفال حيث تتوافر فيها أدوات التّرفيه من ملاعب وألعاب وغير ذلك الكثير، لذلك تكون الدّراسة المبكّرة مرتبطة بوجود نوعٍ من التّرفيه؛ لأنّ الأطفال في هذه المرحلة يحتاجون إلى مثل هذه الوسائل لحثّهم على التّعلم ومواصلة الدّراسة.
- مخاطبة الأطفال والأبناء على قدر عقولهم والتّعامل معهم بأسلوب التّرغيب والمكافأة، ومن ذلك تشجيع الأبناء على الذّهاب إلى المدرسة والدّراسة حتّى يتسنّى لهم الحصول على المكافأة والجائزة من قبل الوالدين، فهناك عددٌ من الآباء يرصدون مكافأة شهريّة لأبناءهم إذا تفوّقوا في دراستهم أو نجحوا في امتحاناتهم، أو قد يعد الأبناء بالسّفر إلى أماكن سياحيّة مكافأة لهم على جدّهم في دراستهم فالمكافأة تحبّب الدّراسة إلى نفوس الأبناء وهي وسيلة ناجحة فاعلة.
- بيان أهميّة مرحلة الدّراسة والتّعليم لما بعدها من مراحل الحياة، فالآباء الحكماء ينبغي أن يخاطبوا أبناءهم باستمرار ويبيّنوا لهم أهميّة الدّراسة وأنّ الوظائف المختلفة في الحياة التي تعكس نجاح الأشخاص لا تتأتّى إلا بالدّراسة والتّعلم وإلاّ كان مصير من لا يتعلّم أن يصبح عالة على مجتمعه ولا يستطيع الإنفاق على نفسه، وإنّ من شأن هذا الحوار بين الآباء والأبناء أن يحبّب الدّراسة إلى نفوس الأبناء عندما يدركون أهميّتها في حياتهم ومستقبلهم .